الخميس، 11 يوليو 2013

الجزء الاول : درب دماغك حتى تصبح من مبدعي الرسم

هل لاحظت يوما انه عند استغراقك في نشاط تحبه كقراءة كتابك المفضل او استماعك لموسيقى معينة او مشاهدتك لفيلم مشوق ان الوقت يمضي بسرعه كدقائق بينما الحقيقة انه قد مر ساعات اثناء ممارستك لما تحبه؟!
مايحصل اثناء ذلك هو انك تحفز اجزاء من الدماغ  ، في هذه الحالة  تتحول الممارسات الى مشاعر وصور متتالية في الدماغ  ، سأعطي مثالا على ذلك : هل اصابتك حالة من البكاء والتاثر عند استماعك  الى مقاطع موسيقى لعمر خيرت؟ هل اصبت بالاحباط عند مشاهدتك لفيلم روايتك المفضلة  وتجد ان الممثلين ليس كما صورته الرواية في خيالك! وبطريقة ما تفقد اهتمامك بالرواية رغم انك كنت تحبها.

الجزء الاول : درب دماغك حتى تصبح من مبدعي الرسم

الجزء الاول : درب دماغك حتى تصبح من مبدعي الرسم

الجزء الاول : درب دماغك حتى تصبح من مبدعي الرسم

هذه المشاعر والاحاسيس التلقائية والتي نعتقد انها لاارادية تحدث بسبب نشاط اجزاء معينة في الدماغ وهي التي تسبب ردود الفعل المختلفة من إنسان لاخر، وهو المدخل  الذي يمكن بواسطته فهم ما يحدث لنا ولماذا نتأثر بجوانب معينة وكيف ندرب أنفسنا لتحقيق  ما نريد.
هل تجد نفسك متفوق في الرسم ام الرياضيات او كلاهما على حد سواء ؟   كل انسان لديه نمطين من التفكير  اولاهما تفكير يعتمد على المنطق والرموز وهؤلاء تجدهم مبدعين في الرياضيات والحساب تلقائيا والثاني هو التفكير المعتمد على البصريات  ووهؤلاء هم  من يمتلكون المواهب الفنية كالرسم والنحت . وهناك من النوابغ من لديه الكفاءة في استخدام كلا النوعين من التفكير كعلمائنا العرب قديما ابن سينا وابن البيطار، تجدهم  اطباء ومهندسون وعلماء في الفلك ورسامون ومتذوقون للفن في اّن واحد.
وما اريد ايصاله هنا هو تدريب الجزء المتعلق بالفن في الدماغ  وتنمية  مهارات الرسم لمن يعتقد انه ولد بلا موهبة  ، فقد اثبتت الدراسات الحديثة انه لا شأن للموهبة في ذلك وكل ذلك يتعلق فقط بالتفكير وتدريب الفص الايمن من الدماغ وهو المسئول عن الابداع الفني،  وبالتالي عن طريق هذه التدريبات تستطيع التعبير عما تحب وتشعر به عن طريق الرسم وباستحضار خيالك الابداعي فقط.

تمارين لتدريب الجزء الايمن من الدماغ :

 

إن أغلب الناس ( وقد كنت منهم ) يرسمون أي رسمه من خيالهم أو حتى أمامهم و معتمدين على رمز موجود في دماغهم لهذا العنصر ، فلو قلت لك أرسم تفاحة ، مباشرة سترسم تفاحة من خيالك ، ولو وضعت تفاحة أمامك وقلت لك إرسمها ، قطعا سيؤثر الرمز الموجود في خيالك على طريقة رسمك ، فستكون تفاحة غير بعيدة كثيرا من تلك الأولى التي رسمتها .
هذه الرموز مصدرها الجزء الأيسر من الدماغ ، الذي يضم كافة الرموز التي نعرفها .
بينما الجزء الأيمن من الدماغ ، هو المسؤول عن الإبداع ،وكذلك عن ضبط القياسات الصحيحة لكل ما تراه عيناك ،مثلا : لو شاهدت ميلا في لوحة على الحائط مباشرة تتعرف على الميل ولو كان بسيطا جدا ، أو لو رأيت شخص عنده ميلان ولو بسيط في وجهه ستتعرف على ذلك مباشرة .. هذه هي قوة الجزء الأيمن من الدماغ ، التي لو إستغليناها و نشطناها أثناء الرسم سنقوم برسم غير عادي وعلى مستوى عالي من الدقة .
فتقنيات التمارين كلها تقوم على تنشيط الجزء الأيمن من الدماغ في الرسم ،وإلغاء إستخدام الرموز التي تؤثر على جودة رسوماتنا ، وتعويد الشخص على ذلك ، حتى تصبح عادة عنده .
سنقوم بعدة تمارين في البداية وظيفتها إكتشاف قدرات كل منا .
ثم سنقوم بتمارين عديدة و كثيرة علينا أن نقوم بها بإخلاص و صبر ، لأنها ستعمل على تنشيط الجزء الأيمن من الدماغ و ستبرمج طريقتنا في النظر أثناء الرسم لأي عنصر بحيث ستتغير نظرتنا بشكل كبير .
فطريقة النظر هي مفتاح التغيير .
( ليس في الرسم فقط ، بل في جميع أمور الحياة ، المشكلة في طريقة نظرنا للشيء ! ) .

تابعوني في الجزء الثاني بإذن الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق